للكاتب : أنيس الرافعي
يؤنسن المغربي أنيس الرافعي في عمله القصصي "مصحة الدمى" تلك الأشياء والكائنات المهملة والمهمشة، فيبث فيها حياة قصصية، ويخترع لها تاريخا، ويبني لها عالما من الأحلام والآلام، ويحاول تدوين سير بعضها وتقاطعها مع سير أصحابها، بحيث قد تتفوق الدمية بشهرتها على شهرة مخترعها، وتتصدر الاهتمام والواجهة.
ويؤالف الرافعي في كتابه -الذي نشرته دار العين بالقاهرة 2015- بين الكلمة والصورة في كتابه الذي يختار له توصيف فوتوغرام-حكائي، ويستعين بمفردات من قاموس التصوير والتطبيب معا، إذ يرمز إلى ضرورة معالجة الأعطاب التي تطال الدمى، وإعادتها إلى الواقع كي تؤدي دورها فيه.
ويستمر الرافعي على نهجه في تجريبه القصصي، ويسير تجريبه في منحيَين، الشكل والمضمون معا، فالفهرس عنده مسمى بقسم الأشعة، والكتابة في محاورة مع الصورة ترسمان معا صورة المجرب في مسعاه.
ويتكامل العنوان الرئيسي مع العناوين الفرعية والهوامش والإشارات المرجعية، لتساهم في توسيع دائرة العمل ونقله من حيز الكتابة القصصية المعتادة أو المرتكنة للأشكال النمطية إلى كتابة متحررة من قيود الشكل وباحثة في فضاء الحكاية عن أسرارها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق