يشكل هذا الكتاب موقفاً نقدياً لمؤلفه –علي حرب- الذي بدا أكثر اهتماماً بـ "نقد الإنسان" من حيث اختلاف الثقافات أو اصطراع العقائد والإيديولوجيات أو تصادم السياسات والإستراتيجيات.وهذه المهمة النقدية على صعوبتها، لا بد منها، الآن، في عالم عربي يغلي بالأحداث السياسية، ويسجل مزيداً من الإخفاقات والإنهيارات في غير مجال وعلى غير صعيد.ولأن الفكر العربي الراهن يمر بمأزق شديد، وحادَ، لا بد من المعالجات، وكي تتم المعالجات تحتاج برأي "حرب" –إلى "خفض السقف الرمزي من المتعاليات والمطلقات، والتخلي عن لغة القداسة والعظمة والبطولة وسواها من المفردات التي تصنع ما نشكو منه أو ما ندعي مقاومته(...)".ولكي لا نخرب "المعنى" الذي ندين به، ونهدد مصائرنا، يسوق لنا المؤلف (مقالات متفرقة) يعبر عنها بالقول انها (آراء وأقوال) أو هي (حدوس والتماعات) أو هي (أذواق ومواجيد) وهذا يعني أنه يسعى لرصد تحولاته الفكرية بالإستناد إلى تجربة حياتية كان عبرها من ألمع الفلاسفة المعاصرين ليس في لبنان وحسب بل على امتداد الوطن العربي، فأفكاره جاءت من وحي المعاناة وثمرة التأمل، والتجربة التي تشكل في أتونها، متأملاً ما صار إليه العالم والنس وعلى أكثر من صعيد. ولهذا تتناول مقالات الكتاب –وفق المؤلف-: "أحداثاً ومواقف وممارسات راهنة، وتعالج مسائل هي مدار الكلام الدائر الآن، وتتأمل في قضايا هي محور الخطابات التي تتكوَن وتنتظم وتنتشر. فهي إذن تأملات (...)". وهذه التأملات/ المقالات وزعها المؤلف على ثلاثة محاور جاءت تحت العناوين الآتية: (1) مناهضة الإنسان، (2) إعادة نظر، (3) تفكيك...
0 التعليقات:
إرسال تعليق