الأربعاء، 5 فبراير 2020

صنف :

لماذا يكذب القادة

شارك

يُقال أن السياسي لا يكذب، و لكنه «يقتصد في قول الحقيقة» . و لأن السياسة هي «فن الممكن»، فإنها أكثر عُرضة للكذب كسلوك إنساني موجود بكثرة في الممارسة السياسية العادية . و في حين أن الكذب يصبح جزءاً من أدوات الفعل السياسي على المستوى الداخلي، و ربما يُكشَف و يُكتشَف في سياق الأحداث الجارية، و ما ينتج عن ذلك من تسجيل نقاط على «الكاذبين» بإعتبارهم قد جاءوا بأفعال منافية للقيم العامة و الأخلاق، و ربما القانون، فقد بقي دور الكذب في السياسة الدولية بعيداً عن الفحص المنهجي، و قلما تُعُومِل معه كمبحث قائم بذاته .

يحاول كتاب «لماذا يكذب القادة؟ : حقيقة الكذب في العلاقات الدولية» للبروفسور جون ميرشيمر الإجابة عن جملة تساؤلات تتعلق بدور و فاعلية الكذب في العلاقات الدولية، مع التركيز على الولايات المتحدة الأمريكية، و ما قام به عدد من رؤسائها حيال الأزمات التي واجهتهم في الإطار الدولي .

يسعى الكتاب إلى الإجابة عن أسئلة تتعلق بأنماط الكذب في السياسة الدولية، و أسبابه و مبرراته لدى القائد الكاذب، و وظيفة الكذب في تعزيز و تقوية المعيار التفاوضي في السياق الدولي، و هل الكذب مقبول و مبرر كفعل، أم أنه مرفوض و مستنكر؟ و هل يكذب القائد على شعبه أم على الدول الأخرى ؟ و هل ينجح الكذب في تحقيق أهدافه ؟ و ماذا يحدث عادةً حين تُكتشَف الكذبة ؟ و هل يدفع من صاغ الكذبة ثمن ذلك الفعل ؟ و ما طريقة تحمل المسؤولية ؟ و ما مدى فداحتها ؟ و هل يظهر الكذب أكثر في الدول الديموقراطية أو في الدول ذات الحكم المركزي ؟

يجيب جون ميرشيمر عن كل تلك الأسئلة من خلال إستحداثه تصنيفاً جديدا لأنواع الكذب، و كيفية تداخل الظروف الداخلية و الخارجية لإبراز نوع على حساب نوع آخر .

و يفتح الكتاب آفاقاً واسعة لمزيد من الدراسات في دور الكذب في السياسة، و هي الظاهرة المسكوت عنها في مجمل الدراسات السياسية ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

2021 © مؤسسة الخطى للثقافة والإعلام